في زوايا الحياة، هناك أمطار تهطل دون أن نرفع رؤوسنا نحو السماء. إنها أمطار من نوعٍ آخر، تهطل من عيوننا، من قلوبنا، من لحظات فقدٍ أو شوقٍ أو حتى فرحٍ لا يحتمل.
ذاك المطر الداخلي لا يسمعه أحد، لكنه يغسلنا من الداخل. يخفف أثقال الأيام، ويبعث فينا حياةً جديدة، كما يفعل المطر الحقيقي حين يُنعش الأرض اليابسة.
أحيانًا، نحتاج أن نمطر، لا لنغرق، بل لنتطهر من ضجيج الحياة. من الكلمات التي لم تُقل، من الأحلام التي لم تتحقق، من المشاعر التي لم تجد طريقها للخروج.
المطر الذي لا يأتي من السماء، هو ذاك الذي يُعيدنا إلى حقيقتنا، إلى إنسانيتنا. وهو تذكير دائم بأن القوة لا تعني الجفاف، وأن الإنسان الحقيقي، هو من يعرف متى يسمح لمطره أن يهطل، ومتى يحتضنه بصمت.