في عصر تتسارع فيه الحياة وتتنافس الأصوات على نيل الانتباه، أصبحت مهارة الاستماع العميق واحدة من أكثر المهارات ندرة. كثيرون يتحدثون، لكن القليل فقط يُحسنون الإصغاء. فكم مرة تحدثت إلى أحدهم وشعرت أنه لا يسمعك فعلاً، بل فقط ينتظر دوره في الكلام؟
الاستماع الحقيقي ليس مجرد صمت أثناء حديث الآخر، بل هو حضور ذهني وعاطفي كامل. هو أن تضع نفسك مكان المتكلم، وتحاول فهم مشاعره وما بين السطور، لا مجرد كلماته. في علاقاتنا الاجتماعية، في العمل، وحتى في تربيتنا لأطفالنا، يمكن لآذان مصغية أن تصنع فرقًا هائلًا.
يبدأ تعلم هذه المهارة من إدراك أهميتها، ثم ممارستها بوعي. إغلاق الهاتف، النظر في عيني المتحدث، التفاعل بإيماءة أو سؤال بسيط… كلها خطوات صغيرة تعبر عن احترامك للآخر وتقديرك لما يقول.
في النهاية، قد لا يتذكر الناس دائمًا ما قلته لهم، لكنهم بالتأكيد سيتذكرون كيف جعلتهم يشعرون. وإن كنت مُستمعًا جيدًا، فقد منحتهم شعورًا نادرًا في هذا العالم: أن يكونوا مسموعين بحق.