في حياتنا اليومية، نواجه الكثير من المواقف التي تختبر قدرتنا على احترام الآخرين واحترام أنفسنا. من هنا تأتي أهمية وضع حدود واضحة وصحية في تعاملاتنا، سواء في العلاقات العائلية أو المهنية أو حتى في صداقاتنا.

الحدود ليست جدرانًا تفصلنا عن العالم، بل هي خطوط ترسم مساحة من الاحترام المتبادل، وتضمن عدم التعدي على خصوصيتنا أو مشاعرنا أو قيمنا. حين نُعبّر عن حدودنا بوضوح، فإننا نمنح الآخرين فرصة لفهمنا، ونساعد أنفسنا على بناء علاقات متوازنة تقوم على الود والثقة لا على الاستغلال أو الشعور بالذنب.

لكن الأهم من وضع الحدود، هو التمسك بها. فغالبًا ما نضع حدودًا ثم نتهاون في تطبيقها خوفًا من الرفض أو خسارة الآخرين. إلا أن احترام الذات يبدأ من احترام تلك الحدود، والإصرار على أن تُؤخذ بجدية. من لا يحترم حدودك، لا يحترمك حقًا.

في النهاية، الحدود الصحية لا تعني الأنانية، بل تعني أنك شخص يدرك قيمته ويعرف متى يقول “نعم” ومتى يقول “لا”. إنها أداة ضرورية لحياة أكثر راحة، وعلاقات أكثر نضجًا وسلامًا.